الفرق بين السنة الواجبة والسنة المستحبة
الحمد لله
1. لفظ "السنة" يراد به أمران :
أ . الطريقة والهدي ، وهو المراد بالأحاديث الكثيرة ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
ب . ما يقصده الأصوليون والفقهاء بالمستحبّ ، وهو ما يثاب فاعله ، ولا يستحق العقاب تاركه ، وذلك مثل السنن الرواتب ، وصلاة الضحى ، وما أشبههما .
2. وعليه فلا عقوبة على تارك السنَّة بالمعنى الثاني ، وأما على المعنى الأول : فلا ، لأنها تنقسم إلى واجبات ونوافل .
3. وأما سنَّة الفجر والوتر فهما من السنن المؤكدة ، والتي لم يتركهما النبي صلى الله عليه وسلم في السفر ولا في الحضر .
4. وأما إطلاق اللحية فهو من الواجبات لا من السنن التي اصطلح عليها الفقهاء ، ومن حلق لحيته فقد تشبه بالمجوس ، وخالف الفطرة ، وغيَّر خلق الله .
فتارك السنن الواجبة يُعاقب والذي يترك سنّة مستحبة لا يُعاقب لكن يفوته الأجر العظيم ويفوته تعويض واجباته الناقصة لأنّها تكمّل يوم القيامة من أجور السنن إن وجدت ، كما أنّ القيام بالسنن وسيلة لحفظ الواجبات من التضييع .
ويُطلق العلماء أيضا السنّة في مقابل البدعة ويقولون أهل السنّة في مقابل أصحاب الفرق الضالّة الكفار منهم كالجهمية , والمبتدعة غير الكفار كالأشاعرة وغيرهم ، والسنّة بهذا الاعتبار واجبة الاتّباع ، واقتفاء طريق أهل السنّة والسير في ركابهم واجب ومن فارقهم هلك ، قال الإمام مالك رحمه الله : السنة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق .
وللمزيد يُراجع السؤال رقم 1189 ، وعن حكم حلق اللحية أنظر السؤال 3440 و 604 .
والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق