بسم الله والرحمن والرحيم
لقد كثرت الأسئلة عن حكم الاضرابات في الشريعة الإسلامية وذلك بسبب الإضراب عن العمل في عموم المحافظات اليمنية من قبل المدرسين مطالبة برفع رواتبهم وقد قضوا أسبوعا كاملا على الإضراب وأكثر الأسئلة تكون مكونة من سؤال واعتراضين فأجبت عن السؤال مع الاعتراضين وإليك السؤال مع جوابه .
س ـ ما حكم الاضرابات ؟
ج ـ الاضرابات بدعة مستوردة من قبل أعداء الإسلام وتقبلها من المسلمين أتباع المعتزلة محققين لأصل من أصولهم وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعنون به الخروج على الحاكم المسلم إذا كان ظالما .
وقد أمرنا الله في تعالى في كتابه الكريم والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سنته بمخالفة المشركين فقال تعالى "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" وقال:صلى الله عليه وعلى آله وسلم: خالفوا المشركين " متفق عليه من حديث ابن عمر . وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموا " متفق عليه من حديث أبي هريرة .
وهذا خرج مخرج الذم والتحذير لا أنه خرج مخرج الإذن والرضا ، ثم إن هذا تأريخ الأمة الإسلامية فهل يوجد فيها أمثال هذه الاضرابات مع أنه قد وجد فيها الظلم من قبل بعض الولاة ، و اتِّباع ديننا و اتباع أسلافنا أولى من اتباع أعداء الإسلام و المسلمين القداما والمعاصرين .
اعتراضان والجواب عنهما
الاعتراض الأول
قالوا إن الحاكم هو الذي ارتضى هذا القانون ـ يعنون قانون الاضرابات ـ وبناءا على ذلك فليس هذا خروجا عليه لأنه قد رضي .
والجواب أن المرجع في التحليل و التحريم هو الكتاب والسنة قال تعلى : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ومن أذن للناس بقتل نفسه لم يجز لهم أن يقتلوه وعلى هذا فإن إذن الحاكم بهذا القانون لم يغير من الحكم الشرعي شيئاً والقول بإباحة الاضرابات بناءا على إذن الحاكم إقرار بالتحريم ، وهذه الفتوى المبيحة لمحرم بغير دليل شرعي إلا مجرد إذن المجني عليه دليل على جهل قائلها بقواعد الشريعة.
الاعتراض الثاني
قالوا : إذا كانت الاضرابات محرمة فكيف نستطيع استخراج حقوقنا .
والجواب : أنه إذا كانت الجهة التي تم الاضراب من عمالها شركة أو مؤسسة تابعة لمواطن فإما أن تترك العمل وتنصرف وهذا في حالة ما إذا لم يكن لك لديهم أي حقوق سوى المطالبة برفع الراتب مثلا وأما إذا كانت لك حقوق لديهم فعليك أن ترفع ضدهم دعوى إلى الحاكم:
وإن كان الاضراب ضد الدولة كإضراب المدرسين أو غيرهم من العاملين في وضائف تابعة للدولة فأنت مخير بين أمرين إما أن تترك العمل وييسر الله رزقك بأن تعمل في جهة أخرى وإما أن تصبر فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رصي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية "
وروى مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وعلى أثرة عليك .
وإن كثيرا من الناس خرج كلامهم مخرج العاطفة لا أنهم ينظرون للأمر بميزان الشرع ثم إنهم إذا جاءت المعاصي والمخالفات الواضحة كحلق اللحى في المعسكرات وغيرها ارتكبوا ذلك وغيره ويحتجون بأدلة السمع والطاعة لولي الأمر فعكسوا الأمر رأسا على عقب والمطلوب أننا نطيع ولي الأمر في طاعة الله فإن أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة وأما في أمور الدنيا فما هو إلا السمع والطاعة والصبر عليهم حتى يفرج الله من عنده ولا ننزع يدا من طاعة .
وفي الأخير أقول : ما كان من كلام في شأن الاضرابات فيقال مثله في المظاهرات .
وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم .
من مقالات الشيخ عبد العزيز بن يحيى البر عي
---------------------------------
و قال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى و النور شريط رقم -465- جواباً على سؤال :
هل يجوز للعامة أو بعض العامة أن يصوموا أمام الحكام كي يلبوا لهم بعض الطلبات ؟
[ لا ، هذه عادة أجنبية كافرة لا يجوز للمسلم أن يتخذوها وسيلة لإظهار عدم رضاهم بشيء ما يصدر من قبل الدولة .
و يجب أن نستحضر في هذه المناسبة قوله عليه السلام في حديث معروف ( من تشبه بقوم فهو منهم ) و أحاديث كثيرة وكثيرة جداً جاءت كالتفصيل لهذا الحديث المجمل : ( من تشبه بقوم فهو منهم )
من تلك الأحاديث التي يمكن أن تعتبر تفصيلاً لهذا الحديث من تشبه بقوم فهو منهم قوله عليه الصلاة و السلام ( صلوا في نعالكم و خفافكم وخالفوا اليهود )
و أغرب من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان راجعاً من غزوة فمروا بأشجار من السدر كان المشركون يعلقون عليه أسلحتهم فقال بعض الصحابة يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذاتُ أنواط -كلمة قالوها- اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط ، فقال عليه الصلاة والسلام - مستنكراً ! - الله أكبر إنها السُنن أو السَنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل إلهاً كما لهم آلهة .
انظروا الفرق بين المقولتين :
- اولئك يقولون اجعل لنا إلاهاً نعبده من دون الله .
- أما أصحاب الرسول اجعل لنا شجرة كما لهم ذات نواط .
شتان بين المقوليتن ، تلك لها علاقة بالعقيدة بل بالعبادة بالتوحيد وما ينافي التوحيد من الشرك الأكبر اجعل لنا الها كما لهم اله
وقول بعض الصحابة اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ليس له علاقة بالعقيدة ولا بالفقه و إنما إلها [ = لها ] علاقة ممكن نسميه ببعض النواحي الاجتماعية
[ كلمة لم أتبين منها ] رضي الرسول عليه السلام هذا التشبيه و إن كان الموضوع منفك أحدهما عن الآخر كل الانفكاك فأنكر عليهم أنهم قالوا ( كما لهم ذات انواط )
فهذا الحديث بأكد أن المسلمين يجب أن يكونوا لهم شخصية مستقلة تماماً عن الكافرين ليس فقط باطناً بل وظاهراً أيضاً ولهم شخصية خاصة متميزة عن شخصيات الأمم أو الشعوب الكافرة .
فتجويع المسلم لنفسه هو يشبه تماماً حلق الرأس ؛ في بعض الطرق الصوفية كان المسلم إذا انتمى إلى شيخ له طريق فليظهر له خضوعه التام المتثل بقولهم - أعني الصوفية - المريد بين يدي الشيخ بين يدي الغاسل ، تحقيقاً لهذا الإستسلام الأعمى المخالف لقوله تعالى : { قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } يعلنون عن ذاك المبدأ المخالف للبصيرة بأن يأمروا المنتمي إلى الطريق بأن يحلق رأسه ، ونحن نعلم بأن حلق الرأس هو عبادة و طاعة لله عز وجل في بعض الأماكن ، و هو أمر جائز في غير تلك الأماكن ، كما قال عليه السلام : (احلقوه كله أو دعوه كله ) أما في الحج { محلقين رءوسكم و مقصرين } و الرسول عليه السلام كما جاء في الصحيحين قال (اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين ) قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال ( و للمقصرين )
فإذن لما كان الحلق عبادة ومنسك من مناسك الحج ؛ لا يجوز شرعاً نقله إلى مناسبة أخرى كما اتخذ ذلك الصوفية أو بعض مشايخ الصوفية طريقة ومنهجاً لهم على ما شرحت آنفاً .
ذلك الصيام ، الصيام طاعة لله عز وجل له نظامه وله شروطه و أركانه ، لو أن المسلم أراد أن يواصل الليل بالنهار لكان عاصياً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تواصلوا فإن كان ولا بد فمن السحور إلى السحور ) .
فمواصلة الصيام الي[ = الذي ] هو طاعة و عبادة لله لا يجوز فكيف يجوز في شريعة الله أن يضرب عن الطعام و يواصل الليل و النهار اتباعا لطريقة الكفار .
فهنا مخالفتان :
- المخالفة الأولى ما كنا ندن حولها وهو التشبه بالكفار .
- و المخالفة الأخرى أننا سننا لأنفسنا مواصلة الإمساك عن الطعام حيث لا يجوز في العبادة فضلاً أن لا يجوز في غير العبادة ]